جلسة نقاشية: ظاهرة العزوف الشعبي عن المشاركة في العمل الحزبي
نظم مركز دراسات الأمة، الأربعاء 15 آذار 2023، حلقة نقاشية حول “ظاهرة العزوف الشعبي عن المشاركة في العمل الحزبي”، تحدث فيها أمناء عامين أحزاب سياسية ونشطاء وإعلاميون، واعتبروا أن أبرز التحديات التي تواجه مشاركة المواطنين في العمل الحزبي غياب الإرادة السياسية الحقيقية، وتقييد الحريات العامة، والتضييق الأمني والعبء الإقتصادي.
وخلصت دراسة استكشافية أجراها مركز دراسات الأمة، في ديسمبر/ كانون الأول 2022، وجاءت بعنوان: (دراسة استطلاعية لخارطة الأحزاب السياسية في ضوء قانون الأحزاب الأردني الجديد للعام 2022) أن 74 بالمئة من الأحزاب يعتبرون العزوف الشعبي عن الإنخراط في العمل الحزبي أبرز التحديات أمام جهودها لتصويب أوضاعها وفقا لقانون الأحزاب الجديد.
وقال أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب خلال كلمته أن العزوف الشعبي لا يعتبر جديدا، ولكنه يؤشر عن أزمة العمل الحزبي بشكل عام وأزمة الديموقراطية في الأردن التي بدأت مبكرا بعد إقرار قانون الصوت الواحد وبرنامج التصحيح الاقتصادي واتفاقية وادي عربة.
وأوضح ذياب أن معالجة ظاهرة العزوف لا تتحقق الا من خلال تطوير قانون انتخاب يعزز المشاركة الشعبية الأمر الذي لا يزال مستعصيا حتى اللحظة الراهنة.
من جهته بين الأمين العام لحزب الحياة والمستقبل صلاح القضاة، أن التحدي الأمني يمثل التحدي الأول للأحزاب السياسة، وهو السبب الحقيقي للعزوف الشعبي؛ وأضاف: “التحدي الأمني موجود ومؤثر بمستويات واشكال مختلفة”، مؤكدا أن قانون الانتخاب والأحزاب الجديد لا يعتبر الحل الأمثل في ظل غياب الإرادة السياسية لإنشاء أحزاب جادة دون تدخل، وأنه دون توفر الإرادة سنبقى نراوح مكاننا .
من جانبه اعتبر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، أن عزوف المواطنين عن العمل الحزبي بسبب المناخ السياسي وآلية التعامل مع الحريات العامة، الذي تؤكده الممارسات والشواهد العملية على الأرض، مؤكدا أنه لا أحزاب بدون حريات عامة، ولا إقبال على الأحزاب من المواطنين بدون حريات. وأضاف: “لم يعد أحد يصدق، ينادون بالمشاركة الحزبية وعلى أرض الواقع الممارسات والشواهد عكس ذلك”، مؤكدا أن الأحزاب رغم تقييد الحريات تفاعلت وبادرت وشاركت في منظومة التحديث السياسي.
في المقابل أكد نائب الأمين العام لحزب الميثاق الوطني محمد الحجوج، أن ظاهرة العزوف الشعبي عن العمل الحزبي لا تعد ظاهرة خاصة في الأردن بل تعاني منها دول العالم؛ مشيرا إلى استطلاعات رأي في المملكة المغربية أشارت إلى أن 86 بالمئة من المغاربة لا يثقون بالأحزاب السياسية مرجعا السبب إلى الأحزاب وممارستها للسلطة الأبوية وما قدمته خلال تجربتها السياسية، فضلا عن غياب البرامج وضعف رصيدها السياسي في الشارع. داعيا الأحزب السياسية الأردنية لتتعاون في مواجهة التحدي المتعلق بالعزوف الشعبي من خلال جهد مشترك.
بدوره يرى الأمين العام لحزب الأردن بيتنا سهل الزواهرة أن التحدي الأكبر إلى جانب التحديات الواردة في الدراسة هو سوء القانون اذ كفى الجانب الأمني مؤونة التدخل المباشر في الأحزاب السياسية، مؤكدا أن الموقف الشعبي من الأحزاب لم يتغير في الماضي والحاضر في ظل انعدام الأسباب المقنعة لتغيير موقفها.
وأجمع المتحدثون على أن معالجة ظاهرة العزوف الشعبي عن المشاركة في العمل الحزبي، من خلال وجود إرادة سياسية حقيقية تقدم قانون أحزاب وانتخاب مقنع، وتمنع التدخل الأمني في الحياة السياسية.