خبير في الشأن الروسي يحاضر في مركز الأمة حول توجهات السياسة الروسية في المنطقة

استضاف مركز دراسات الأمة الدكتور عمار قناة الخبير في الشأن الروسي ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي في روسيا، للحديث عن توجهات السياسة الروسية في المنطقة العربية في ظل التحولات الناجمة عن الحرب الاوكرانية وعملية طوفان الاقصى.

وتحدث قناة عن المراحل التي مرّ بها النظام الدولي منذ الحرب العالمية الاولى وحتى نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، مشيرًا إلى أن مستوى الاستقطاب السياسي داخل الولايات المتحدة الأمريكية وصل إلى مستوى يشبه إلى حد كبير ما حدث في الاتحاد السوفيتي بين عامي 1982 و 1990 قبيل انهياره. وأضاف أن الولايات المتحدة فقدت الرؤية الاستراتيجية للتعامل مع الأزمات، وأن الخيارات الأمريكية باتت تختزل في دونالد ترمب وجو بايدن، وهو ما يشير إلى عمق  الأزمة السياسية التي تواجهها.

وحذر قناة من أن العالم مقبل على مجموعة من الأزمات المالية والاقتصادية التي ستظهر ازمة العام 2008 مقارنة بها كمزحة صغيرة، مشيرًا إلى أن العالم انتقل من مرحلة “العولمة” إلى حالة “الأقلمة”.

وأكد قناة أن التغيير في النظام الدولي بات مرجحا، إلا أن خوض حرب عالمية ثالثة أصبح أمرًا صعبًا لعدم وجود سلاح مناسب للاستخدام في هذه الحرب، حيث إن الكل يدرك أن الأسلحة النووية هي أسلحة للردع لا للاستخدام، منوّهًا إلى ظهور ما أسماه “الأزمات السياسية المعسكرة”، حيث المثال الأكثر وضوحا للتفاعلات الجيوسياسة ما يجري الآن في أوكرانيا وسوريا، مؤكدً أن روسيا تعاملت مع الأزمة الاوكرانية كمعركة وجودية.

وفيما يتعلق بالسياسة الروسية تجاه المنطقة العربية أشار الخبير الروسي إلى أنها تقوم على المصالح المشتركة، وعدم التدخل في شؤون الدول، والحفاظ على المصالح الوطنية والاستقرار السياسي، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الاستقرار في المنطقة يتقاطع مع مفهوم الأمن الاستراتيجي لروسيا.

وبخصوص القضية الفلسطينية أكد قناة أن “اسرائيل مشروع غربي انتهت صلاحيته”، اذ لم يعد قادرًا على القيام بالأدوار الوظيفية المناطة به، وأكد أن المواقف الروسية من القضية الفلسطينة لم تتغير منذ الاتحاد السوفيتي السابق، وأن ما تغير هو لغة الخطاب فقط. كما أكد أن حركة حماس في نظر روسيا هي حركة تحرر وطني، وهي تسعى لتحقيق التقارب بين الفصائل الفلسطينية، كما نوّه إلى استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن لتعطيل مشاريع قرارات أمريكية في مجلس الأمن تنحاز ضد مصالح الشعب الفسطيني خلال مواجهة طوفان الأقصى.

جدير بالذكر أن الخبير في الشأن الروسي الدكتور عمار قناة هو استاذ محاضر في الشؤون السياسية في جامعة سيفاستبول في القرم.