نشرة مترجمة: التهديدات والفرص التي تواجه الأردن في مواجهة النظام الجديد في سوريا

نشرة معهد دراسات الأمن القومي رقم 1931، 12 كانون الثاني (يناير) 2025

أوفير وينتر

إن الإطاحة بالنظام في سوريا تفرض على الأردن مجموعة من التحديات والفرص. فمن ناحية، تشعر المملكة الهاشمية بالقلق إزاء عدم الاستقرار على حدودها الشمالية، واحتمال استبدال النفوذ الإيراني بنفوذ تركي، وتصدير الحماسة الثورية الإسلامية من سوريا إلى الأردن. ومن ناحية أخرى، تدرك الأردن الفرصة المتاحة لقطع طرق تهريب المخدرات والأسلحة بين سوريا والأردن، وإعادة اللاجئين السوريين في الأردن إلى وطنهم، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع جارتها. وعلى هذا فإن الأردن يسعى إلى أن يصبح لاعباً رئيسياً في تشكيل شخصية سوريا الجديدة مع الاستفادة من مزاياها الجيوستراتيجية. وتتقاسم إسرائيل والأردن مجموعة من المصالح المشتركة على الجبهة السورية، الأمر الذي يتطلب من البلدين زيادة التنسيق. وإذا استقر النظام الجديد في سوريا، فقد يكون الأردن جسراً دبلوماسياً حيوياً بين دمشق وإسرائيل. وعلى النقيض من ذلك، إذا استمرت سوريا في المعاناة من عدم الاستقرار وإذا اشتدت التهديدات من الأراضي السورية ضد إسرائيل والأردن، فمن الأفضل للقدس وعمان أن تعملا على تشديد التعاون في قضايا الاستخبارات والأمن.

 

بمجرد الإطاحة بالنظام في سوريا، عقدت سلسلة من الاجتماعات في إسرائيل لمناقشة أي دولة ستكون التالية على خط السقوط. وقد ذُكرت المملكة الأردنية الهاشمية في بعض هذه المناقشات. وزار رئيسا جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والمخابرات العسكرية الأردن، كما أرسلت مصادر سياسية مجهولة في القدس رسائل تؤكد أن “إسرائيل تخطط لاستخدام القوة إذا حاول المتمردون أو الميليشيات المدعومة من إيران تقويض استقرار المملكة الهاشمية”. وكان القلق هو أن نجاح الثورة في سوريا من شأنه أن يحفز العناصر المتطرفة في الأردن على الانتفاض ضد ائتلاف الأقلية الحاكمة، الذي شطبه الكثيرون قبل الأوان خلال 104 أعوام من حكمه الملكي.

 

لمتابعة القراءة ..